وصايا عرفانيه / القسم الاول

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
نتيجة بحث الصور عن صورابا ذر الغفاري

وصية ابو ذر الغفاري ( رحمه الله )

             وصايا عرفانيه في السير والسلوك الى الله


مقدمه :
تلك سلسله من الوصايا العرفانيه  التي اوصى بها علمائنا الاعلام  . من كتاب وصايا العرفاء في السير والسلوك للسيد حسين نجيب محمد .
احببت ان اذكر نفسي وانفسكم بها عسى ان يمن الله علينا بالقرب الالهي لكي تنكشف لنا تلك العلوم المخفيه في دهاليز النفس والتي اودعها الله تعالى فينا  وقد اخفيناها بحواجز رغبات وشهوات النفس حتى اصحبت غريبه علينا .
الوصيه في اللغه :
هي الوصل والعهد وذلك لان الموصي يعهد بشيء ما الى ما بعد مماته , ويوصل تصرفاته واعماله في زمان حياته لبعد وفاته .
اهمية الوصيه :
الوصيه من اقدم العهود الالهيه بالنسبة الى الانبياء - عليهم السلام - ومنهم بالنسبه الى اممهم قال تعالى : { شرع لكم من الدين ما اوصى به نوحآ }
وهي تقوم على تواصل الاجيال من خلال انتقال الامور المعنويه والماديه من السابقين الى اللاحقين . وبالتالي فهي ضروريه لحفظ كيان المجتمع عقائديآ وتربيويآ واخلاقيآ واقتصاديآ . وهذا ما عبر عنه القرآن الكريم بالتواصي الذي ينجي الانسان من الخسران قال تعالى : { والعصر * ان الانسان لفي خسر * الا الذين أمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر }
اقسام الوصيه :
تقوم الوصيه من امرين :
الاول : الموصي  هو الله او الانسان .
الثاني : الموصي اليه هو الانسان صغيرآ كان او كبيرآ مسلمآ او كافر ذكرآ او انثى .
وتنقسم الوصيه الى اقسام :
1 - الوصيه العقائديه : وهي العهد الى الغير بالايمان بالعقائد الدينيه . ومنها قول الله تعالى : { ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب يا بني ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وانتم مسلمون } .
ومنها وصية رسول الله - صل الله عليه واله بالامام علي - عليه السلام - انه قال مشيرآ لعلي - عليه السلام - { هذا اخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له واطيعوا } . وعنه صل الله عليه واله - ايضآ انه قال : { ان وصيي وخليفتي وخير من اتركه بعدي ينجز موعدي ويقضي ديني علي بن ابي طالب } .
وعن الامام الصادق - عليه السلام - انه قال : { ان رسول الله اوصى الى علي واوصى علي الى الحسن واوصى الحسن الى الحسين واوصى الحسين الى علي بن الحسين واوصى علي بن الحسين الى محمد بن علي } . وسائل الشيعه باب حسن الوصيه عند الموت .
2 - الوصيه الاخلاقيه : وهي العهد الى الغير بالالتزام بمحاسن الاخلاق ومنها قوله تعالى : { الا تشركوا به شيئآ وبالوالدين احسانآ ولا تقتلوا اولادكم من املاق نحن نرزقكم واياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون } . وقوله تعالى : { ووصيانا الانسان بوالديه حسنآ وان جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما الي مرجعكم فانبئكم بما كنتم تعملون } .
ومن اهم الوصايا قوله نعالى : { ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله } .
قال احد العارفين لشيخه : اوصني بوصيه جامعه فقال اوصيك بوصية الله رب العالمين للاولين والاخرين قوله تعالى { ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله } ولا شك انه تعالى اعلم بصلاح العبد من كل احد ورحمته ورأفته به أجل من كل رأفه ورحمه . فلو كان في الدنيا خصله هي اصلح للعبد واجمع للخير واعظم في القدر , واعرف في العبوديه من هذه الخصله  لكانت هي الاولى بالذكر والاحرى بان يوصي بها عباده . فلما اقتصر عليها علم انها جمعت لكي تصبح ارشاد وتنبيه وسداد وخير وارفاد .
3 - الوصيه السياسيه : وهي العهد الى الغير بالعمل السياسي .
واول وصيه صدرت من هذا القسم وصية الامام الحسين - عليه السلام - لاخيه محمد بن الحنفيه . فقد ورد انه عندما اراد الخروج من المدينه المنوره اوصى اخاه بما يلي :
{ بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما اوصى به الحسين بن علي بن ابي طالب الى اخيه محمد المعروف بابن الحنفيه : 
ان الحسين بن علي يشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له . وان محمد - صل الله عليه واله - عبده ورسوله - . جاء بالحق من عند الحق وان الجنه والنار حق . وان الساعه آتيه لا ريب فيها وان الله يبعث من في القبور . 
اني لم اخرج أشرآ ولا بطرآ ولا مفسدآ ولا ظالمآ . وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي محمد - صل الله عليه وله - أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر . وأسير بسيرة جدي وسيرة أبي علي بن ابي طالب - عليه السلام . فمن قبلني بقبول الحق فالله اولى بالحق . ومن رد علي اصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين . 
هذه وصيتي اليك يا اخي وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه انيب . والسلام عليك وعلى من اتبع الهدى . ولا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم } . 
اخوان هذا الكتاب هو رسائل تشتمل على اهم الامور العقائديه والاخلاقيه والتربويه والعرفانيه المقتبسه من القرآن الكريم واهل البيت - عليه السلام - لذلك فمن الحري بكل انسان ان يطالع هذه الوصايا مرارآ وتكرارآ  حتى تصبح منهجآ لحياته العلميه والعمليه .
وللفائده سوف ننشر تلك الرسائل على شكل مواضيع ان شاء الله تعالى . ونسالكم الدعاء لوالدي .

نبذه عن حياة ابو ذر الغفاري :

هو من أجلاء صحابة رسول الله - صل الله عليه واله - ومن الثابتين على ولاية أمير المؤمنين - عليه السلام - . وكان من الزهاد الاتقياء وقد قال فيه رسول الله - صل الله عليه واله - { من سره ان ينظر الى شبيه عيسى بن مريم خلقآ وخلقآ فلينظرالى ابي ذر } .
وعنه - صل الله عليه واله - : { ما اظلت الخضراء ولا اقلت الغبراء على رجل اصدق لهجه من ابي ذر } . 
الوصيه :
وهي عباره عن رساله بعثها الى حذيفه بن اليمان - وهو من اصحاب رسول الله - صل الله عليه واله - يعظه بها ويوصيه بوصايا اخلاقيه ويركز فيها على قول الحق وجهاد الظالمين وهذه الرساله :
 عن ابي أمامه قال : كتب ابو ذر - رحمه الله - الى حذيفه بن اليمان - رضي الله عنه - يشكوا اليه ما صنع به عثمان :
{{ بسم الله الرحمن الرحيم اما بعد يا اخي فخف  الله مخافه يكثر منها بكاء عينيك , وحرر قلبك وسهر ليلك , وانصب بدنك في طاعة ربك , فحق لمن علم ان النار مثوى من سخط الله عليه ان يطول بكاؤه ونصبه وسهر ليله حتى يعلم انه قد رضي الله عنه , وحق لمن علم ان الجنه مثوى من رضي الله عنه ان يستقبل الحق كي يفوز بها ويستصغر في ذات الله الخروج من اهله وماله وقيام ليله وصيام نهاره وجهاد الظالمين الملحدين بيده ولسانه حتى يعلم  ان الله اوجبها له , وليس بعالم ذلك دون لقاء ربه . وكذلك ينبغي لكل من رغب في جوار الله ومرافقتة انبيائه ان يكون . 
 يا اخي انت ممن استريح الى الضريح اليه بثي وحزني واشكوا اليه تظاهر الظالمين علي , اني رايت الجور يعمل به  بعيني وسمعته يقال . فرددته فحرمت العطاء . وسيرت الى البلاد وغربت عن العشيره والاخوان وحرم الرسول - صل الله عليه واله- واعوذ بربي العظيم ان يكون هذا مني له شكوى ان ركب مني ما ركب , بل أنبأتك اني قد رضيت ما احب لي ربي وقضاه علي , وافضيت ذلك اليك , لتدعوا الله لي ولعامة المسلمين بالروح والفرج , وبما هو اعم نفعآ وخير مغبه وعقبى  والسلام }} .
فكتب اليه حذيفه : { بسم الله الرحمن الرحيم , فقد بلغني كتابك تخوفني به وتحذرني فيه منقلبي وتحثني على حض نفسي , فقديمآ يا اخي كنت بي وبالمؤمنين حفيآ لطيفآ , وعليهم حدبآ شفيقآ , ولهم بالمعروف آمرآ وعن المنكر ناهيآ , وليس يهدي الى رضوان الله الاهو , لا اله الا هو . ولا يتناهى من سخطه الا بفضل رحمته وعظيم منه , فنسال الله ربنا لانفسنا وخاصتنا وعامتنا وجماعة امتنا مغفره عامه ورحمه واسعه , وقد فهمت ما ذكرت من تسييرك يا اخي , وتغريبك وتطريدك , فعز والله علي يا اخي ما وصل اليك من مكروه ولو كان يفتدى ذلك بمال لا عطيت فيه مالي , طيبة بذلك نفسي يصرف الله عنك بذلك المكروه . 
الى ان قال : فكاني وأياك قد دعينا واجبآ وعرضنا على اعمالنا , فاحتجنا الى ما اسلفنا يا اخي , ولا تأس على ما فاتك ولا تحزن على ما اصابك واحتسب فيه الخير, وارتقب فيه من الله أسنى الثواب .
يا اخي لا ارى الموت لي ولك الا خيرآ من البقاء فانه قد أظلتنا فتن يتلوا بعضها بعضآ كقطع الليل المظلم , قد ابتعثت من مركبها , ووطئت في حطامها , تشهر فيها السيوف وينزل فيها الحتوف , يقتل فيها من اطلع لها والتبس بها وركض فيها , ولا يبقى قبيله من قبائل العرب من الوبر والمدر الا دخلت عليهم , فاعز اهل ذلك الزمان اشدهم عتوآ , واذلهم اتقاهم , فاعاذنا الله تعالى واياك من زمان هذه حال اهله فيه , لن أدع الدعاء لك في القيام والقعود والليل والنهار وقد قال الله سبحانه ولا خلف  لموعده : { ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين } فنستجير بالله من التكبر عن عبادته والاستنكاف عن طاعته , جعل الله لنا ولك فرجآ ومخرجآ عاجلآ  برحمته , والسلام عليكم }
والحمد لله رب العالمين

***********************


***********************

إرسال تعليق

التعليق على الموضوع :

أحدث أقدم