الله نور السماوات والأرض \هل هناك خلق لآدم غير آدم هذا ؟

 بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد 



هل هناك خلق لآدم غير آدم هذا ؟ 


قال تعالى في كتابه الكريم :

( إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ )

( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ )

( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً  )

(  قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ )

فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ )

من تلك الآيات نعلم بأن الله سبحانه وتعالى أخبر الملائكه بخلق جديد ، بعد أن كانت هناك  فقط الملائكه والجن .

وأن الاعتراض الاستفساري من الملائكه اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء !!

جاءت فيه تاويلات وتفسيرات كثيره ، والمؤسف اكثرها لم تعطي للملائكه مكانتها واهميتها ودرجتها التي استحقتها في عليين.

والاستغراب جاء نتيجة قول الملائكه :  أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء؟

أقول : أن الله سبحانه وتعالى خلق الملائكه نورانيه ووهبها العقل بلا نفس ، ومن مميزات العقل هو العلم ، هذا يعني أن الملائكه كانت لديها علم وهذا العلم وهبها الله به ، فهو علم رباني تستطيع به أن تميز الخير من الشر وكذلك أن تعرف طبيعة الاشياء وما يصدر منها ، لما رأت الملائكه جسد آدم وفيه نفس فقط ، وعلمها بما يصدر من النفس من شهوه وحب الغلبه والسيطره فكان  حكمها بما استفسرت عنه . وأضافة من باب القاء الحجه بأن قالت : ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك !!!

ماذا نستنتج من قول الملائكه ، أن الملائكه نتيجة امتلاكا للعقل وللعلم كانت النتيجه هو التسبيح والتقديس لله سبحانه وتعالى ،

العلم يورث المعرفه ، والمعرفه تورث التقوى ، والتقوى تورث عدم ارتكاب الذنب ، لأن الذنب يأتي من الجهل ، ولكونها عقل محض انتفى عنها الجهل وأرتكاب المعصيه .

وعن النبي محمد " صل الله عليه واله " لما سئل عن العقل - قال : العمل بطاعة الله، وإن العمال بطاعة الله هم العقلاء .

ونتيجة ذلك استحقت أن تكون في عليين ومن المقربين ، لا كما يشيع  مما ورثناها بأن الملائكه مسيره وليست  مخيره ، هذا الكلام مغلوط لا يتناسب مع المفهوم القراني ، 

كا اورثنا المفهوم القائل بان الانسان خير من الملائكه ، حجتهم آدم اخبرهم   باسماء هؤلاء  وسجود الملائكه لادم ، 

أن آدم والانبياء الذين اصفاهم الله وخاتم الانبياء الذي كان قاب قوسين او ادنى  والأئمه وبعض الاولياء الخلص ، هؤلاء ثله قليله ارتقوا الى تلك الدرجه من القدسيه وبها صعدوا الى مقام اعلى من مقام الملائكه ، الافضليه بعلو المكانه والقرب الآلهي .

لكن هذا ليس قياس الى كل البشر ، صح هناك مقام أعلى من مقام الملائكه لكن هذا المقام للذي يستحقه بالعلم والمعرفه والتقوى ،

أما دون ذلك فأن الملائكه تنزل بأمر الله لتعلم الانسان من مما علمها الله  ، وتنزل بأمر الله لتحفظه .

ولعلوا المكانه والقرب الآلهي فأن الملائكه غير قابله للتسخير من قبل الانسان كما في الجن والانس ، ومن ادعى ذلك فهو كذب محض ، فقط  الجن والشياطين قابله للتسخير من قبل الانسان ، كذلك الانسان لديه القابيله للتسخير  لمن من شاكلته وهو الانسان وأن يكون تابع ذليل له يأتمر بأمره ويطيعه طاعه عمياء ، أما الملائكه فأنها منزه من ذلك وأنها تأتمر بأمر الله .

كيف تكون احسن من الملائكه وأنت خائض في شهواتك ورغباتك النفسيه وانت تعلم مقامك هو : "  أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا " عجيب لمن حسب نفسه احسن من الملائكه وهو أضل من الحيوانات ، والاعجب أن مقام الابليسيه والشيطنه تتبرأ منه " كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ " .

أنتبه لنفسك وكفى غرور وأعلم أن مقام الانسانيه يحتاج لبعض الجهد والابتعاد عن ما تعودت عليه من ذنوب أن كانت صغيره أو كبيره ، أعلم أن الله يغفر الذنوب جميعا أن كنت صادق بدعواك للتوبه ، وابتعد عن تسويفات النفس والوعود الكاذبه للشيطان ، حتى تصل على الاقل لمقام الانسانيه ولا تكون من " شياطين الجن والانس " .

سجود الملائكه لآدم كان عن معرفه وعلم ، بعد عن عرفت منه امتلاكه للعقل بعد أن اخبرهم باسماء هؤلاء ، أضافه للنفس .

علمت هناك مخلوق يحمل عقل ونفس ، تلك الميزه لم تكن في مخلوق قبل آدم ، وتلك ميزه تستحق التقدير اذا احسن صاحبها استغلالها والعمل بها من أجل الخير . اضافه الى ان السجود كان بأمر الله .

وكان سجود الملائكه بعد نفخ الروح القدسيه في نفس آدم ، وتلك درجه ومقام عالي أعطى لآدم الاهليه بالسجود ، أما أبليس فأنه نظر الى ذلك الجسد  الظلماني المخلوق من الطين ، ولكون أبليس تغطى عليه النفس وليس العقل فأنه يفتقد الى العلم والمعرفه التي تؤهله لمعرفة الاشياء ، والمعصيه تأتي من الجهل ،أضافه الى أن عبادته لله كانت نتيجة رغبات نفسيه للوصول الى مقامات عليا طلباً للعلو والمكانه والافتخار بالمقام الذي يصل اليه ، لم تكن تلك العباده عن معرفه صادقه واخلاص لله ، مما جعله يسقط في اول اختبار له بالسجود وقال مفتخراً " أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ " وكما يقول المفسرون بأن أبليس كان يسمى طاووس الملائكه وأن هذا  السجود  لآدم قد يقلل من منزلته التي طالما عبد الله للوصول اليها .

عن الامام علي " عليه السلام " في نهج البلاغه :

 " فَاعْتَبِروا بِمَا كَانَ مِنْ فِعْلِ اللهِ بِإِبْلِيسَ، إِذْ أَحْبَطَ  عَمَلَهُ الطَّوِيلَ ، وَجَهْدَهُ الْجَهِيدَ ، وَكَانَ قَدْ عَبَدَ اللهَ سِتَّةَ آلاَفِ سَنَةٍ ، لاَ يُدْرَى أَمِنْ سِنِي الدُّنْيَا أَمْ مِنْ سِنِي الْآخِرَةِ ، عَنْ كِبْرِ سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ .

فَمَنْ بَعْدَ إِبْلِيسَ يَسْلَمُ عَلَى اللهِ بِمِثْلِ مَعْصِيَتِهِ ؟ كَلاَّ ،
 مَا كَانَ اللهُ سُبْحَانَهُ لِيُدْخِلَ الْجَنَّةَ بَشَراً بِأَمْرٍ أَخْرَجَ بِهِ مِنْهَا مَلَكاً . إِنَّ حُكْمَهُ فِي أَهْلِ السَّماءِ وأَهْلِ الْأَرْضِ لَوَاحِدٌ ، وَمَا بَيْنَ اللهِ وَبَيْنَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ هَوَادَةٌ " .

فاعلم أن العلم والعلماء أفضل من العباد وان كانوا على خير .
قال النبي محمد " صل الله عليه واله " :
 مجلس فقه خير من عبادة ستين سنة "
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا في المسجد مجلسان: مجلس يتفقهون، ومجلس يدعون الله ويسألونه، فقال: كلا المجلسين إلى خير، أما هؤلاء فيدعون الله تعالى، وأما هؤلاء فيتعلمون ويفقهون الجاهل . هؤلاء أفضل، بالتعليم أرسلت ثم قعد معهم "
 فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد "
العالم أعظم أجرا من الصائم القائم الغازي في سبيل الله "
وهناك الكثير عن فضل العالم عن العابد ، الغايه عبادة الله عن معرفه ولو قليله خير عبادة عن جهل .
والحمد لله رب العالمين



***********************


***********************

إرسال تعليق

التعليق على الموضوع :

أحدث أقدم