عطش اللقاء

بسم الله الرحمن الرحيم
 اللهم صل على محمد وال محمد


عطش اللقاء


*  إشارات فيما يتعلق بآداب وفضائل زيارة سيّد الشّهداء " عليه السلام "  *

نحن نتصور  أنّ  المعصومين " عليهم السلام : محتاجون لزيارتنا . في أيام الأربعين كانت كربلاء تمتلىء بمواكب  شيعة العراق من الطوائف المختلفه من العرب والكرد وايران ومختلف دول العالم . بحيث إنّنا لم نكن نرى أحداً منهم في أيام السنه . وكانوا يجللون عترة المرتضى " عليه السلام " في أشعارهم ويظهرون المحبّه والمودّه لهم . هم أشخاص وجماعات متعدّده من أنحاء العراق . وكل جماعه من ناحيه ولدى كل مجموعه مرشد كبير في السن يمشون خلفه .
الامام الحسين " عليه السلام " يريد أن يقول لنا : أنا لا أحتاج لكم . أنتم بحاجه إلينا نحن العتره . كذلك يقول الله سبحانه :
{ وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا } وكذلك يقول : { قل لا تمنّوا عليّ إسلامكم بل الله يمنّ عليكم أن هداكم للإيمان } .
يجب أن نكون نحن شاكرين وممنونين أنّ الله المنّان قد منحنا نعمة ولاية ومودّة أولئك .
أتصور أنّ الانسان إذا طاف في واحد من المشاهد المشرفه فقد زار جميع المشاهد في كل مكان وهو مفيد له . فهم { أحياء عند ربهم يرزقون } غير قابلين للقياس مع الآخرين . أينما كنّا  نستطيع أن نتوسل بأيّ واحد منهم .
لقد تمّ السلام في زيارة سيد الشهداء " عليه السلام " على جميع الأئمه بل الأنبياء أدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد " صلوات الله عليهم أجمعين " .
إذا أراد شخص أن يحفّف ظمأ وعطش لقاء أولئك في وجوده . فزيارة المشاهد المشرفه بمنزلة ملاقاة أولئك ولقاء الامام الغائب "عجل الله فرجه " فإنّهم حاضرون ناظرون في كل مكان . وكلما يتوجه الانسان لهم فكأنّه توجه لجميعهم وزار والتقى بجميعهم .
فضلاً عمّا قاله أمام العصر " عجل الله فرجه " في بعض التشرفات بلقائه : [ أنتم أصلحوا أنفسكم . نحن نأتي اليكم ولا يلزم  أن تبحثوا أنتم وراءنا ] .
طريق آخر هو التوسّل بالقرآن . هؤلاء هم شريكو القرآن . بل لهم مع القرآن عينيّه . وإن كان أكثر المسلمين يعتقدون بالقرآن . ولكنّهم لا يقولون بإمامة أهل البيت " عليهم السلام " .
طبعاً ليس موضعاً للتعجب أن يكون أكثر المسلمين على خطأ . لأنّنا نعلم أنّ أكثر متديّني العالم هم من النصارى الذين هم قائلون ببطلان القرآن ! . فعلى هذا إنّ الأكثريه ليست ميزان الأفضليه . فالتوسل بالقرآن هو مطمئن القلوب أيضاً : ( النظر الى المصحف عباده ) .
نفس هذه السلوه والاطمئنان القلبي يحصل أيضاً للشخص الذي ينظر الى شمائل إمام الزمان " عجل الله فرجه " .

أهم آداب الزياره  :

إنّ أهم آداب الزياره هو أن نعلم أنّه لا فرق أبداً بين حياة المعصومين " عليهم السلام " ومماتهم .

علامة إذن الدخول :

يلزم هذه الأمور من  أجل الدعاء :
1 - ثناء وتعظيم وتمجيد الساحه المقدسه لحضرة الحقّ تبارك وتعالى .
2 - الإقرار بالمعاصي وإظهار الندامه عليها . الذي هو بمنزلة التوبه تقريباً أو ملازم لها .
3 - الصلوات على محمد وال محمد الذين هم وسيله وواسطة الفيض .
4 - البكاء وإذا لم يحصل فالتباكي ولو مختصر جداً .
وبعد ذلك طلب الحاجه .
بحيث إنّقضاء الحاجه في هذه الحاله لا يوجد فيه أي ترديد . طبعاً إذا كانت هذه المطالب في السجده فبكون أنسب . وتأثير البكاء في هذا البين يصل الى حد حيث جاء في عمل أمّ داود - في نهاية عمل أمّ داود . ذكرت سجده مع دعاء خاص . في اثناء هذه السجده تمت الوصيّه بإنزال الدمع - واجتهد أن تسح عيناك ولو بقدر رأس  الذبابه دموعاً  وأيضاً في قنوت الوتر (  فإنّ ذلك علامة الإجابه . وفيه إذن دخول حرم الأئمه الأطهار " عليهم السلام " وورد أيضاً : (  فهو علامة الإجابه ) أي هو طريق تكويني الى الله وارتباط مع الغيب . طبعاً للشخص الذي يصدّق هذه المطالب .

سلام الله :

{ السلام من الله عليك يا أبا عبد الله } ماذا تعني ؟؟؟
هذا النوع من التعابير كثير : { سلام على آل ياسين } فما هو محل ومحمل هذه العبارات ؟؟؟
أي أنني مأذون بأن أؤدي ( تحية الله ) و ( سلام الله ) لأبي عبد الله " عليه السلام " .
أعلم أن الله راض بأن أؤدي تحيّاته هو  لأبي عبد الله " عليه السلام " . لا إنّه أؤدي [ سلام الله وتحيّاته ] لنفسي وبعدها أؤدي التحيّه من قبلي لأبي عبد الله " عليه السلام " كلا .
الأظهر في هذه العباره هو هذا أنّ ( تحية الله ) هي بمنزلة ( هبة الله ) وبمنزلة ( مواهب الله ) . أنا أيضاً مأذون أن أؤدي المواهب الإلهيه للمقربين من محضر الله .
فهل ( سلام على آل ياسين ) تعني أنّني أحيّي آل ياسين ؟ أو أؤدي سلام الله بأذن الله وبرضا الله ؟
معناة هو أنّي أؤدي ما له وتحيّته ولطفه للمقربين اليه . كيف أؤدي ما له ومواهبه ؟ لأنّنا نعلم أنّه راض بأن نؤدي مواهبه للمقربين اليه . وذكر هذه العباره في زيارة سيد الشهداء  " عليه السلام " : { السّلام من الله والسلام من ملائكته المقربين وأنبيائه المرسلين وعباده الصالحين وجميع أهل طاعته من أهل السماوات والأرضين على أبي عبد الله الحسين بن على ورحمة الله وبركاته } .
 أي إنّ حقيقة التحيه والسلام على أهل البيت " عليهم السلام " ترجع الى الدعاء . ندعو بأن يعطي الله سبحانه مواهبه وعطاياه لأولئك.
والحمد لله رب العالمين


***********************


***********************

إرسال تعليق

التعليق على الموضوع :

أحدث أقدم