لا سلطه على الانسان إلا لله عز وجل

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد



لا سلطه على الانسان إلا لله عز وجل

 

 الاسلام دين الكرامه ودين حفظ كرامات الآخرين على إختلاف طبقاتهم  والكرمه تقتضي أن لا يعبد الانسان ولا يطيع إلا خالقه الذي هو خالق كل شيءولا يخضع إلا له  : ( قل أن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ) .

فحق السلطنه ثابت لله تعالى فقط  ومن ثم أمر تعالى باتخاذ النبي " صل الله عليه واله " أسوه ، وأمره مطاع من جهة كونه هو المطاع الحقيقي بقوله تعالى : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوه حسنه ) ، فطاعة الرسول " صل الله عليه واله " طاعه لله تعالى لأنه هو الذي أرسله  : ( وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بأذن الله ) ، وحيث أن : ( والله يقول الحق وهو يهدي السبيل ) .

فأمر الله تعالى بإطاعة الرسول مسبوق بأن الرسول " صل الله عليه واله " حق أيضاً وقد جعله الله حقاً وعلمه الحق فكان " صل الله عليه واله " مثالاً لله ومظهراً للتوحيد الأفعالي له تعالى : ( إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم ) وكذلك : ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ) ، ثم في المرحله البعديه نقل سبحانه وتعالى الكلام  _ وبفس الاعتبارات السابقه _  وجوب الاطاعه الى ولي الأمر من بعد الرسول " صل الله عليه واله " أذ لهم ما له بعد أن ثبت أن ما له  يكون لله عز وجل وهذا واضح في قوله تعالى : ( يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شي فردوه الى الله والرسول إن كنتم بؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً ) .

وتقريب الدلاله للآيه : أنه تعالى ثلث الأمر أولاً وثناه ثانياً ووحده ثالثاً ، لأنه في أول قوله تعالى أوجب : 

إطاعة الله وإطاعة الرسول وأولي الأمر ، وفي الثاني  جعل الحكم والمرجع الذي يرجعون اليه عند التنازع في أمرين :

أحدهما نفسه تعالى والثاني رسول " صل الله عليه واله " ولم يذكر لأولي الأمر إسم ، لأن جميع شؤون أولي الأمر إنما هي مبرزات شأن الرسول " صل الله عليه واله " ومظاهر سنته وليس لغيره " صل الله عليه واله "  شأن مستقل .

وفي ثالث فقره من قول تعالى جعل المعيار والميزان في ذلك الطوع وهذا الرجوع أمر واحد لا ثاني له ولا شريك له : وهو الايمان بأن الله تعالى هو الاول الذي يصدر منه كل شيء والآخر  الذي ينتهي اليه كل شيء فليس لغيره تعالى  شأن  مستقل وهذا هو التوحيد .

أعلم : أن الانسان الذي هو مادة السياسه التي تظهر  الصيغه العمليه في تعامله مع المجتمع ، وهنا يأتي الكلام عن الصوره التي يعيش فيها ذلك الانسان ( وهي الدين ) وو مجموعة القوانين والتشريعات التي تحكمه في كلا عالميه الدنيوي والاخروي بما يضمن له سعادة الدارين ، والكل يعرف أنه لابد من قانون يسير المرء تحت ظله ، 

فالانسان إما إما اجتماعي أو غير اجتماعي ، ونقصد بالاجتماعي و الخاضع لقانون المجتمع ، وهذا إما قانونه إلهي أو غير إلهي ، وإلالهي إما أسلامي أو غيره ، والاسلامي إما أن يكون ملتزماً بالشرائع الحقه وعارفاً  بالاخلافه الإلهيه على سلستها وهيه النبوه والإمامه ونيابة الإمام أو لا  .

وما نعتقده في صورة السياسه هو القانون الإلهي الإسلامي الخلافتي في جميع صوره : ( يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الآمر منكم ) لآن فيه حقانية الطريق وتمييز المصالح والمفاسد وهذا واضح من خلال تتبع عالمية الدين الإسلامي المأخوذ عن طريق معدن العصم والطهاره " عليهم السلام " .

وعلى أي حال فإن الانسان يحتاج الى قانون إلهي على منهجه ولابد أن يكون ذلك القانون معصوماً من الخطأ وإلا يلزم نقض الغرض لأننا نريد من خلال إتباع القانون والتشريع  وفق ذلك القانون نريد تنظيم حياة المجتمع  للدين والدنيا والآخره فلو لم يكن معصوماً فإنه سوف يزيد من فوضوية المجتمع في عالم الدنيا والحشر في جهنم في الآخره . 

أن الاحكام الاجتماعيه والسياسيه لابد أن تكون وفق تشريع إلهي ، فالله تعالى يعلم كل شيء ولا يمكنه تأجيل الحكم لأنه الحاكم الحقيقي وقد عرفت من خلال التوحيد في الربوبيه أن حق الطاعه والتشرع والحاكميه التي هي شؤون الربوبيه لا تثبت إلا لله والرسول " صل الله عليه واله " والأئمه " عليهم السلام " ونوابهم .

والحمد لل رب العالمين 



***********************


***********************

إرسال تعليق

التعليق على الموضوع :

أحدث أقدم