بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
مقدمه :
المطلب الاربعون :
اللهم صل على محمد وال محمد
من أرشادات
الأستاذ العارف السيد هاشم الحداد قدس سره
مقدمه :
تعاليم الإمام الصادق عليه السلام متّخذة من آيات القرآن المعجزة الخالدة
ولقد كانت تعاليم الإمام جعفر الصادق عليه السلام في هذه الرواية أيضاً مُتّخذة من آيات القرآن الكريم المعجزة في قوله :
أو قوله:
حتّي يصل إلي قوله :
ولدينا في القرآن الكريم أن : لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّي' تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ؛
حيث إنّ الوصول إلي لقاء الاحديّة ومشاهدة الجمال والجلال الازليّ هو من أفضل أقسام البرّ والخير، ولن يكون ميسوراً بالطبع ، إلاّ إذا صرف سالك طريق الله نظره عمّا يملك وأنفقه في سبيل الوصول لهذا الهدف الاعلي والمقصد الاسني .
كما أنّ مخاصمة وشتم المخاصم المعتدي ، والردّ عليه بالمثل هي من الغرائز الطبيعيّة للإنسان ، ومن الطبيعيّ أن يرغب كلّ شخص في إحقاق حقّه والاقتصاص من شاتمه ، لكنّ هذه الرغبات ناشئة جميعاً من الاهواء والرغبات النفسيّة ؛ فما لم يتخطّ الإنسان رغبات نفسه وآثارها ، فلن يصل إلي ما وراء النفس . فالتجرّد عن الهوي والهوس تجرّد عن الميول والرغبات النفسيّة ، كما أنّ الإصرار والإبقاء علي المشتهيات النفسيّة واللذائذ الطبيعيّة والانغماس في الشهوات الحيوانيّة والاوهام الشيطانيّة وثورات الغضب السبعيّة كلّ ذلك يجعل وصول الإنسان إلي مقام التجرّد محالاً ، لانّه يمثل الجمع بين النقيضَين .
التجرّد هو التنزّه من النفس وآثارها النفسانيّة ، بينما الإصرار علي مشتهيات النفس يعني الإصرار علي إبقاء النفس وآثارها النفسانيّة ، وهما أمران يقعان علي طرفي نقيض . ومن ثمّ ينبغي رفع اليد عن الرغبات والميول النفسيّة وتجاهلها ، ليتجلّي جمال زينة عالم ما وراء النفس .
لقد كان سماحة الحاجّ السيّد هاشم الحدّاد يعدّ الكثير من أعمال الخير من حظوظ النفس ، لانّ النفس تلتذّ به ، وكان يقول : إنّ المجالس التي يشكّلها بعض السالكين فيقرؤون فيها الشعر ، هي غالباً من حظوظ النفس ، ومع أ نّهم يحصلون فيها علي لذّة معنويّة لكنّها تبقي من حظوظ النفس ، كذلك الذين يأتون بالكثير من الاذكار والاوراد لاغراض النفس وحظوظها .
فالقرآن الذي يتلونه ، إن جذبهم فيه جمال جلده وورقه وخطّه ، ولو تلوه وهو علي رَحْل مشبّك بحيث أثَّر ذلك الرحل في حال قراءتهم لكان ذلك من حظّ النفس . كما أنّ السجّادة البيضاء بلا نقوش أمر مطلوب ومقبول ، في حين أنّ السجّاد الجميل الملوّن الذي تنتظمه النقوش هو من حظّ النفس . كذلك فإنّ تربة سيّد الشهداء عليه السلام أمر مطلوب لو كانت علي هيئة القالب المعيّن المعهود المستعمل للسجود عليه في الصلاة ولو كان سطحها خشناً غير مستوٍ ، أمّا لو اشترط فيها صفاء سطحها وصقله لتحوّلت إلي حظوظ النفس .
ومن ثمّ ينبغي الانتباه بدقّة كم أنّ الشيطان قد وسّع دائرة نفوذه ، بحيث إنّه يرغب في إعمال تأثيره في محلّ سجود المؤمن الشيعيّ ، وذلك علي التربة الطاهرة لتلك الارض المقدّسة .
كما أنّ المِسبحات الجميلة التي تؤثّر في ذِكر الإنسان هي جميعاً من حظّ النفس ، وهكذا الامر بالنسبة للعمامة والعباءة والرداء وغيرها من الاشياء التي تؤثّر في عبادة وصلاة ودعاء وزيارة وتلاوة وذِكر المؤمن وورده .
وكان السيّد الحدّاد يقول : إنّ الرغبة في الاحلام والرؤيا المعنويّة والروحيّة هي من حظوظ النفس ، كما أنّ طلب المكاشفات والاتّصال بعالم الغيب والاطّلاع علي الضمائر والعبور علي الماء والهواء والنار والتصرّف في موادّ الكائنات وشفاء المرضي هي بأجمعها من حظوظ النفس .
بعد هذه المقدمه :
اليكم امطالب السلوكيه في العرفان العملي أو السير والسلوك الروحي :
المطلب الاربعون :
ــــــــــــــــــــــــــــ
التمرين وعادة النفس على فعل الواجبات وترك المحرمات أمر أخلاقي ضروري لتحصيل ملكة التقوى والعداله الواجبه لكل مسلم ومسلمه وإن لم ي كن شرطاً لصحة عمله كإمام الجماعه والقاضي .
ولكن يجب الالتفات بأنّه من الناحيه العرفانيه إذا لم تكن هذه العبادات والواجبات كالصوم والصلاة وغيرها من أعمال وتروك ناشئاً من منشأ باطني منور لا تعطي مفعولها من التغيير الجذري حيث أنّها مجرد روتين قائم على فعل الجسم المعتاد ، ومسقط للتكليف الشرعي .
نعم التقوى لها مراتب ، والسالك في مرتبته العاليه يتأثر ويتكامل بنور أفعاله وأفكاره ، والله خير ناصر ومعين .
المطلب الواحد والاربعون :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنصح السالكين عموماً والمتابعين لنا خصوصاً بأمور جرّبتها :
1 - يجب على السالك أن يتقدم بصلابه وقوّه للوصول الى الهدف ولا يدع لنفسه أن يدخل الشك والترديد .
2 - يشغل نفسه بالتعمق في الذات ومعرفة النفس ويتذكر دائماً إنّ الله معه في كلّ حال ، وأنّه هو صاحب الكنز ، وإخراجه يكون بيده ، وليس المقصود خارجاً عنه ، وكفى به أن يتنقل عند هذا وذاك .
أتزعم أنّك جرم صغير
وفيك انطوى العالم الأكبر
وأنت الكتاب المبين
الذي بأحرفه يظهر المضمر
3 - لا يرضى بشيء هو أقل منه سبحانه ، ويقدم طلبه على طلب نفسه { أريد وتريد ولا يكون إلأ ما أريد } .
4 - تحمل جفاء المخلوق وأذيّة الآخرين ، يكسر من أنانية النفس ويولّد صفاء في الروح ، فاستقبله واغتنمه على كلّ حال .
5 - إنّ التقليل والتكثير في الذكر يجب أن يكون بإرشاد الأستاذ لا من ناحيته أو من قبل غيره حفاظاً على تأثيره المثبت .
المطلب الثاني والاربعون :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في جلساتنا الأسبوعيه منذ سنوات قدّمنا للمبتدئين جذوه صغيره ذكرنا فيها آداباً عمليّه يلتزم بها طيلة سلوكه ولا يفوت عنه إلأ في موارد الضروره وهي أكثر من خمسين مورد نورد أربعين منها تعميماً للفائده :
1 - الابتداء بعمليّة التوبه على النحو المذكور في الأحد الأول من شهر ذي القعده الحرام في مفاتيح الجنان ، يكررها في كل سنه بل بين مده ومده في بداية الطريق .
2 - الطهاره دائماً
3 - أن يتعهد نفسه بأعمال يوميه أربعه :
أولاً : المشارطه :
وهي عند يقظته من النوم في كل صباح بأن يعرض البرنامج العملي لكل ما يفعله ويتركه من الصباح الى النوم في اللّيل على نفسه بعد أن كتبه في جدول أو رسخّه في تفكيره ، ويشارطه بالعمل به على النحو الأكمل .
ثانياً : المراقبه :
وهي تأتي في المرتبه الثانيه ، أي أنّه يراقب في ساعات يومه ما عرضه وشرطه على نفسه عند الصباح ، لأنّ المشارطه إذا لم تكن معها مراقبه مستمره لا تنفع .
ثالثاً : المحاسبه :
وهي قبل النوم ، ليرى هل قام بالواجب على ما يرام ، فإن كان جدول عمله كاملاً يشكر ربّه على توفيقه له ، وإن كان ناقصاً يأتي دور المؤاخذه ومعاقبة النفس ، فيتدارك النقصان بقضائه فيما إذا كان الجبران بالقضاء كفوات صلاة واجبه أو مستحبه أو بطلب الحليه والاستحلال لو كان الأمر يرتبط بحق النّاس كالغيبه وما شابها ، وقد يتطلب أكثر مثل أن يزجر نفسه بصوم أو بإنفاق أو بتجديد التوبه والبكاء والاستغفار فهو بنفسه ينتبه ويؤدب نفسه بما يتناسب مع وضع المخالفه التي ارتكبها .
وليعلم السالك أنّه لو عمل بهذا الدستور لمدّه متعاقبه سوف يرى كيف يهون عليه ترك المعاصي وفعل الواجبات وإنّ هذا الأمر لا ينقطع حتّى بالنسبة لغير المبتدئين وإن اختلفت الكميه والكيفيه .
4 - قلّة الكلام والطعام والمنام فإنّها تؤثر في نورانية القلب .
5 - يجعل ذكره الدائم : ( لا إله إلأ الله أو الحمد لله أو يا حي يا قيوم ، أو لا إله إلأ أنت سبحانك أنّي كنت من الظالمين أو استغفر الله ربّي وأتوب إليه ) ويختبر نفسه بما يتناسب مع حاله ، وأمّا الذكر الخاص فيعطيه الأستاذ .
6 - يمرّن نفسه على الصمت والسكوت الى حد الملكه .
7 - يمدّ فراشه عند النوم تجاه القبله كالميت في القبر أو كالمحتضر ، وأيضاً جلوسه ومطالعته وبقية أعماله يراعي فيها الاستقبال لتأثيره المعنوي ، وما أفضلها من هيئه لو اعتاد في الجلوس كحال التشهد في الصلاة ، حيث تلمس فيها الأدب الممتاز .
8 - أن يكون نومه ربعاً من مجموع ساعاته في الليل والنهار أعني ست ساعات فقط ، وبالنسبه للمتعب يزداد ساعه واحده .
9 - لا يأكل إلأ بعد إحساسه الكثير بالجوع ، ويفرغ منه وهو بعد يشتهي أي لا يثقل معدته من الطعام ، ويمنع نفسه من الملهيات كالبذور وما شابه ، وهكذا من المتفرقات بين الوجبات .
10 - التوسل بالنبي والأئمه " عليهم السلام " وإحضارهم في قلبه سيّما أمام العصر المهدي المنتظر فإنّه وجه الله الذي إليه يتوجه الأولياء ، والمداومه على تذكرهم توجب ملكة الحضور .
11 - أن يحفظ جانب الاعتدال في الخوف والرجاء .
12 - إذا تعرض لمصائب في حياته سواء كانت من نوع القضاء والقدر ومن غير اختياره أو من غيرها فلا يتفوه بكلمة لم وكيف ؟
لا بلسانه ولا بقلبه لئلا يحبط أجره ومنزلته ، وبتمرين هذه الحاله سيحظى بمرتبة الرّضا والتسليم .
13 - يسعى في الاجتناب عن المشتبهات في المأكل والمشرب والملبس والمسكن وغيرها ، ويقتصر بما لا ريب فيه ( دع ما يريبك الى ما لا يريبك ) . نعم يسمح في موارد الضروره من مرض الوسواس أو ما تميزه بنور الباطن ، أو ما تجد له محملاً صحيحاً .
5 - يجعل ذكره الدائم : ( لا إله إلأ الله أو الحمد لله أو يا حي يا قيوم ، أو لا إله إلأ أنت سبحانك أنّي كنت من الظالمين أو استغفر الله ربّي وأتوب إليه ) ويختبر نفسه بما يتناسب مع حاله ، وأمّا الذكر الخاص فيعطيه الأستاذ .
6 - يمرّن نفسه على الصمت والسكوت الى حد الملكه .
7 - يمدّ فراشه عند النوم تجاه القبله كالميت في القبر أو كالمحتضر ، وأيضاً جلوسه ومطالعته وبقية أعماله يراعي فيها الاستقبال لتأثيره المعنوي ، وما أفضلها من هيئه لو اعتاد في الجلوس كحال التشهد في الصلاة ، حيث تلمس فيها الأدب الممتاز .
8 - أن يكون نومه ربعاً من مجموع ساعاته في الليل والنهار أعني ست ساعات فقط ، وبالنسبه للمتعب يزداد ساعه واحده .
9 - لا يأكل إلأ بعد إحساسه الكثير بالجوع ، ويفرغ منه وهو بعد يشتهي أي لا يثقل معدته من الطعام ، ويمنع نفسه من الملهيات كالبذور وما شابه ، وهكذا من المتفرقات بين الوجبات .
10 - التوسل بالنبي والأئمه " عليهم السلام " وإحضارهم في قلبه سيّما أمام العصر المهدي المنتظر فإنّه وجه الله الذي إليه يتوجه الأولياء ، والمداومه على تذكرهم توجب ملكة الحضور .
11 - أن يحفظ جانب الاعتدال في الخوف والرجاء .
12 - إذا تعرض لمصائب في حياته سواء كانت من نوع القضاء والقدر ومن غير اختياره أو من غيرها فلا يتفوه بكلمة لم وكيف ؟
لا بلسانه ولا بقلبه لئلا يحبط أجره ومنزلته ، وبتمرين هذه الحاله سيحظى بمرتبة الرّضا والتسليم .
13 - يسعى في الاجتناب عن المشتبهات في المأكل والمشرب والملبس والمسكن وغيرها ، ويقتصر بما لا ريب فيه ( دع ما يريبك الى ما لا يريبك ) . نعم يسمح في موارد الضروره من مرض الوسواس أو ما تميزه بنور الباطن ، أو ما تجد له محملاً صحيحاً .
وللموضوع بقيه
والحمد لله رب العالمين
إرسال تعليق
التعليق على الموضوع :