أرشادات سلوكيه /12

بسم الله الرحمن الرحيم
 اللهم صل على محمد وال محمد







من أرشادات

 الأستاذ العارف السيد هاشم الحداد قدس سره


مقدمه :


يعمد الاُستاذ أحياناً ـ لسببٍ ـ لوضع‌ تلميذه‌ تحت‌ إشراف‌ وتربية‌ أُستاذ آخر

 وعلي‌ ضوء هذا المبدأ يعمد أساتذة‌ العرفان‌ إلي‌ تربية‌ تلميذ ما سنين‌ طوالاً وإلي‌ إطلاعه‌ علي‌ الاسرار والرموز، ثمّ يرسلونه‌ ـ لغرض‌ ما مدّة‌ معيّنة‌ للتلمذة‌ علي‌ أُستاذ معروف‌ في‌ ذلك‌ الزمن‌ ؛ ويحصل‌ هذا لعدّة‌ أسباب‌ :
 الاوّل‌ : امتلاك‌ ذلك‌ الاُستاذ لاُسلوب‌ خاصّ في‌ التربية‌ أو لكمالات‌ خاصّة‌ ، فيضع‌ هؤُلاء تلميذهم‌ تحت‌ إشرافه‌ وتربيته‌ مدّة‌ معيّنة‌ أو إلي‌ الابد ليتمرّس‌ علي‌ ذلك‌ الاُسلوب‌ وليتكامل‌ بتلك‌ الكمالات‌ . وفي‌ حال‌ أعلميّة‌ وأكمليّة‌ الاُستاذ الثاني‌ ، فمن‌ الجلي‌ّ أنّ هذا التلميذ ينبغي‌ أن‌ يبقي‌ هناك‌ ، أمّا في‌ حال‌ كونه‌ غير أعلم‌ فإنّ التلميذ يكتسب‌ كمالات‌ الاُستاذ الثاني‌ ثمّ يعود إلي‌ الاُستاذ الاوّل‌ .
 الثاني‌ : أن‌ يكون‌ للاُستاذ الثاني‌ كمالات‌ خاصّة‌ أو طريقة‌ خاصّة‌ في‌ التربية‌ لا يعلم‌ عنها هذا الاُستاذ شيئاً ، لذا فإنّه‌ يضع‌ التلميذ مدّة‌ تحت‌ إشرافه‌ وتربيته‌ ، حتّي‌ إذا ما اكتسب‌ التلميذ تلك‌ الطريقة‌ أو اطّلع‌ علي‌ ذلك‌ الكمال‌ فإنّه‌ يعود إلي‌ أُستاذه‌ الاوّل‌ فيشرح‌ له‌ الامر ، فيطّلع‌  ـ  من‌ ثمّ علي‌ تلك‌ الطريقة‌ في‌ التربية‌ والتعليم‌ .
 الثالث‌ : أن‌ يكون‌ للاُستاذ الثاني‌ تلامذة‌ لديهم‌ قصور وأخطاء في‌ نحو سلوكهم‌ ، أو أن‌ يكون‌ للاُستاذ نفسه‌ قصور وخطأ ، فيرسل‌ الاُستاذ الاوّل‌ تلميذاً بعنوان‌ التلمذة‌ إليه‌ ، ليقوم‌ بإصلاح‌ أخطاء أُولئك‌ الطلبة‌ أو ذلك‌ الاُستاذ من‌ حيث‌ لا يشعرون‌ ، ثمّ يعود تلقائيّاً إلي‌ أُستاذه‌ من‌ جديد .
 وإذا ما لوحظ‌ أحياناً أنّ بعض‌ الافراد لهم‌ أُستاذان‌ أو أكثر في‌ زمن‌ واحد ، فهو أمر صائب‌ إن‌ كان‌ من‌ قبيل‌ هذه‌ الاحتمالات‌ .
 وفي‌ الحقيقة‌ فإنّ للتلميذ أُستاذاً واحداً ، وهو الاُستاذ الذي‌ خضع‌ ذلك‌ التلميذ لولايته‌ الاصليّة‌ والاوليّة‌ ؛ ومن‌ هنا فإنّ ولاية‌ الاساتذة‌ الآخرين‌ ستكون‌ طوليّة‌ لا عرضيّة‌ ، وفرعيّة‌ وثانويّة‌ لا أصليّة‌ . وعلي‌ هذا الاساس‌ فإنّ عمل‌ التلميذ بتعاليم‌ الاُستاذ الثاني‌ امتثال‌ في‌ الحقيقة‌ لامر الاُستاذ الاوّل‌ وتعاليمه‌ ، ومن‌ ثمّ فلا تنافي‌ ولا تنافر ولا اختلاف‌ في‌ الامر 
.بعد هذه المقدمه : 


اليكم امطالب السلوكيه في العرفان العملي أو السير والسلوك الروحي :


تكملة المطلب الثاني والاربعون :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


14 - يقلل من معاريفه تدريجياً ، ويحذر من معاشرة أهل الغفله والدّنيا ، ويبدلهم باخوه في الله ، يزورهم ويصادقهم تعاوناً ومؤازره فيما بينهم على سبيل المحبه والمعرفه . 

15 - لا يفعل الخير لكونه مرسوماً ومتعارفاً أو أصبح تقليداً أو عاده من العادات المعرفيه بحيث يرى نفسه مجبراً عليه من قبل المجتمع والعون العرف السائد والعائله والأقارب بل يجب في مثل هذه الأحوال الاكتفاء بقدر الضروره وأعمال الجهد في أخذ من النيه لله . 
وقد ذكر السيّد بحر العلوم في رسالته أن ترك العادات والرسوم هو منزل من منازل الطريق . 
16 - التجنب من أهل الغفله يشمل حتى أرحامه وأهل بيته من زوجه وأولاد ، وعلى هذا المبنى يتعين عليه الاكتفاء بما لهم من حق وبالمقدار اللازم .
17 - يحارب الغفله وخواطر السوء بالتذكّر الدائم وبإيجاد القلب السليم من الرذائل بالفضائل ، أمّا الأخلاق الحميده والأخلاق المذمومه فلها دور في التزكيه والتهذيب قبل الدخول في ميدان العرفان والسلوك الباطني . 
18 - يحافظ على حسن خلقه ومعاشرته مع والديه وعياله وجيرانه ومن له صله معه لسبب من الأسباب ، ( حسن المعامله مع النّاس ) .
19 - عدم الاعتراض على الله وعلى أستاذه في مصاعب الطريق . 
20 - احترام الأستاذ احتراماً كاملاً في المحضر والغيب ، يراقب في حفظ جانب الارتباط الروحي ويدعوا له في الغيب وإن طالت مدة غيابه ، وكان في بلد آخر . 
21 - الخدمه للأستاذ وللرفقاء والفقراء يسهّل كل الأمور . 
22 - الإرفاق مع النفس في جميع المراحل ومعرفة أنّ الأمور تدريجيه وليست دفعيه أمر ضروري لا يغفل عنه أبداً .
23 - يحلّل ويكرم الساده ذريّة رسول الله " صل الله عليه واله " ويقوم بقضاء حوائجهم بما يتيسر له . 
24 - يقرأ آية الكرسي وبعض السور القرآنيه قبل منامه سيّما المسبحات السته وهي سورة  ( الحديد والحشر والجمعه والأعلى والتغابن والصفّ ) . 
25 - يخصص وقتاً للتفكّر في الآيات الكونيه الآفاقيه والأنفسيه . 
26 - السجده اليونسيه الطويله بأن يذكر ( لا إله إلأ أنت سبحانك أني كنت من الظالمين ) والحد الأقل 400 مرّه ولا حد لأكثر ، ويلتجىء الى الله في أخراجه من ظلمات النفس ، ومع ابتداء العمل بهما يثابر في استدامتها لمدة سنه . 
27 - قراءة سورة القدر مائة مرّه في ليلة الجمعه وعصرها . 
28 - يضع يده اليمنى على قلبه بعد فريضة الصبح ويقول ( يا فتاح ) سبعين مرّه ، وينوي بها الفتوحات القلبيه . 
29 - التختم بالعقيق والفيروزج في اليد اليمنى . 
30 - يفعل بعض المستحبات كالصدقات والنوافل خصوصاً صلاة الليل فإنّه يستحيل أن يصل السالك الى مقام من غير تهجد وإحياء آخر الليل بالعباده والمناجات وتلاوة القرآن والتفكّر العرفاني المفيد ، وغيرها من السهل المتيسر له . 
31 - قراءة سورة ( ياسين ) في كل صباح وقراءة سورة الواقعه في كل مساء والأفضل تلاوها في الركعه الأولى من نافلة العشاء 
32 - المداومه على الزيارات والأدعيه التاليه : ( زيارة الجامعه الكبيره ) في ليلة الجمعه أو يومها . ( زيارة عاشوراء ) في كل يوم إن أمكن . زيارة ( آل ياسين ) للامام المهدي عجل الله فرجه في صباح الجمعه مع دعاء الندبه . 
دعاء ( كميل ) في ليالي الجمعه . ودعاء ( السمات ) قبل غروب نهار الجمعه ، ودعاء ( العهد ) للامام الحجّه عجل الله فرجه ، ودعاء ( الصباح ) للامام علي " عليه السلام " في كل صباح ، 
وقراءة أدعية المناجات الخمسة عشر ومناجات الامام علي " عليه السلام " ودعاء ( الحزين ) بعد صلاة الليل ، ودعاء ( مكارم الاخلاق ) وبعضاً من أدعية الصحيفه السجاديه بما يتناسب مع حاله  وفراغه .
وأيضاً دعاء التوسل بالنبي والعتره الطاهره ، ودعاء ( اللّهم عرفني نفسك ) عقيب الصلوات ويسعى بأن يكون الإمعان والتفكر والمطالعه الرفيقه في مضامين الدعاء والزياره قبل التلفظ بها أو معه بخشوع وخضوع ومع حضور القلب والتوجه المعنوي . 
ويجد ويجتهد في تحصيل ذلك في المناخ والجو والظرف المناسب ومع تهيئة الاسباب اللازمه والله هو الموفق والمعين . 
33 - الصوم المستحب كما ورد في أيام البيض من كل شهر ، وفي الأيام المختصه أثناء السنه ، وفي أي وقت يتيسر له ، ويتوافق مع سلامة مزاجه . 
34 - زيارة أهل القبور والمقامات المقدسه  ولو في الأسبوع مرّه واحده في ليالي الجمعه ( عصر الخميس ) يجلس بين القبور ويتفكر في الموت ويعتبر منه . 
35 - زياره المؤمنين والعلماء الربانيين ، والكبار في السّن الذين إذا جلست معهم ونظرت الى سيماهم تذكرت الله والأخره وتأثرت من مواعظهم ومجالستهم . 
36 - زيارة المشاهد المشرّفه والعتبات المقدّسه والحج والعمره كل ذلك لا كالناس الذين يزورون للثواب ولحوائجهم الخاصه بل تكون زيارته على معرفه ونور وبصير ، وحب وعشق ولتقوية حالة الحضور في غير مزاراتهم كما أنّ صلاة العارف وحالة عرفانه لا تتقيد بوقت ما يؤدي الفريضه بل هو في جميع الأوقات متذكر لله سبحانه . 
37 - مطالعة أحوال العرفاء وكلماتهم ووصاياهم من الكتب المعتبره مثل ( تذكر المتقين ) للمرحوم الشيخ محمد  البهاري الهمداني ، و ( ومراقبة السبّه ) للمرحوم الميرزا جواد الملكي التبريزي مع كتابيه الآخرين المعروفين وهما رساله ( لقاء الله وأسرار الصلاة ) و ( وجامع السعادات ) للعلاّمه النراقي ، وكتب المرحوم العلاّمه الطهراني وخصوصاً كتاب ( لب اللباب ) و ( الروح المجرد ) وديوان الأشعار ( لأبن فارض المصري ) . 
38 - المطالعه الأسبوعيه لحديث عنوان البصري ( مذكور ضمن كتاب الروح المجرد ) . 
39 - يلتزم بتلاوة القرآن في كل يوم وأقله خمسون  آيه . 
40 - يداوم على الحضور في الجلسه الأسبوعيه التي تنعقد بمحضر أستاذ ، والرفقاء ، لو تشكّلت مثل هذه المجالس . 
والحمد لله رب العالمين 

Post a Comment

التعليق على الموضوع :

أحدث أقدم